بما أنّ النفط هو أحد الموارد الطبيعية التي تتشكل خلال ملايين السنين من تحلل المواد العضوية، ومع عدم توفر الإمكانية للحصول عليه صناعياً يُصبح لاحتياطات النفط أهمية كبيرة عالمياً وخاصةً مع كون العالم يحصل على ثُلث احتياجاته من الطاقة من المشتقات النفطية. فوجود احتياطيات النفط في بلدٍ ما أن يمنح ذلك البلد قوةً جيو-سياسية كبيرة ويُعطيها وزناً عالمياً.
ورغم أنّ الولايات المتحدة الأمريكية ليست الأكبر في حجم احتياطي النفط إلا أنّها تمتلك واحداً من أكبر 10 احتياطيات النفط في العالم، ولكنها من ناحيةٍ أخرى هي الأولى من حيث استهلاك النفط.
إلى متى ستدوم احتياطيات النفط الأمريكية؟
في الحقيقة من الصعب الإجابة على هذا السؤال بدقة، ففي عام 1914 كان من المتوقع نفاذ النفط في 10 سنوات وفي عام 1973 كان من المتوقع أن ينفذ في عام 1990، وأخيراً في عام 2002 جاءت التوقعات لتقول أنّ النفط سينفذ في عام 2030 وأنّ أنواع الوقود الأحفوري الأخرى ستنفذ في عام 2050.
المشكلة هنا ليست في أنّ التوقعات عشوائية أو غير مدروسة، هذه التحليلات لتوقع إلى متى ستدوم احتياطيات النفط الأمريكية سابقاً كانت من ناحية لا تأخذ بعين الاعتبار التطور التقني الذي جعل استخراج النفط من الحقول التي كان يصعب الوصول إليها سابقاً، وهناك أيضاً حقيقة أنّ كمية النفط التي نتعامل معها في الحسابات هي احتياطيات النفط المكتشفة ما يطرح إمكانية وجود حقولٍ نفطية غير مكتشفة بعد.
كم احتياطي النفط في الولايات المتحدة؟
وفقاً لأحدث التقديرات تبلغ احتياطيات النفط في الولايات المتحدة حوالي 61 مليار برميل بشكل مؤكد وبذلك فهي تحتل المرتبة التاسعة من حيث حجم احتياطيات النفط. عندما نراقب حجم الاحتياطيات النفطية على مدى السنوات الماضية نلاحظ أنّ الرقم يزداد بشكلٍ ملحوظ رغم أنّ الولايات الأمريكية المتحدة كانت تقوم باستخراج النفط بشكل مستمر على مدى الـ 150 سنة الفائتة.
يعود هذا الأمر بشكل أساسي إلى عاملين الأول هو اكتشاف حقول جديدة في الولايات الأمريكية المتحدة مثل حقل Eagleville الذي اكتُشف في عام 2009 ليصبح اليوم مسؤولاً عن إنتاج كمياتٍ كبيرة من النفط في الولايات الأمريكية المتحدة.
أما العامل الثاني فهو الزيادة في أسعار النفط حيث أنّ كمية النفط المؤكدة في الاحتياطيات النفطية لا تحتسب كامل الكمية بل الكمية التي يمكن أن يكون استخراجها فعالاً، ومع زيادة أسعار النفط أصبح من العملي استخراج كميات أكبر بشكلٍ يُحقق أرباحاً جيدة لشركات التنقيب عن النفط.
وبهذا يمكن القول أنّ الإجابة على هذا السؤال يمكن أن تتغير بشكل مستمر وفقاً لتغير أسعار النفط وعند اكتشاف حقول نفطية جديدة ضمن البلاد.
قد يهمك: أكبر شركات النفط التابعة للقطاع العام في العالم
أين مكانة الولايات المتحدة في احتياطي النفط؟
مع امتلاك الولايات الأمريكية المتحدة لاحتياطي نفطي بحجم 61 مليار برميل فهي تحتل المركز التاسع عالمياً، وتُساوي هذه الكمية حوالي 4% من احتياطيات النفط العالمية. في المرتبة الثامنة من القائمة لدينا الإمارات العربية المتحدة مع احتياطيات نفطية بحوالي 98 مليار برميل (تقريباً 6% من احتياطيات النفط العالمية) أما في المرتبة العاشرة بهناك ليبيا مع احتياطي نفطي بمقدار 48 مليون برميل.
كيف تأثر احتياطات النفط على اسعار النفط العالمية
تتحدد أسعار النفط بشكل رئيسي عن طريق المتداولين الذين يُزايدون على عقود النفط الآجلة في سوق السلع وبهذا يتأثر سعر النفط وفقاً لكيفية سير التداول اليومي. وبشكل عام هنالك ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر على عملية التداول وهي العرض الحالي والعرض المستقبلي والطلب المتوقع.
العرض الحالي هو إجمالي الإنتاج العالمي من النفط ويكون لمجموعة أوبيك أثر كبير فيه نظراً لامتلاكها حوالي 60% من صادرات النفط، أما العرض المستقبلي فيعتمد بشكل أساسي على احتياطيات النفط وهذا يشمل ما هو متوفر ضمن مصافي التكرير الأمريكية وما هو متوفر في احتياطياتها الاستراتيجية أيضاً. يمكن استخدام هذه الاحتياطيات بسهولة لزيادة إمدادات النفط لخفض أسعار النفط عند ارتفاعها أو في حال أدت الكوارث الطبيعية إلى تقليل تدفق النفط إلى الولايات الأمريكية المتحدة أو في حال وجود حاجة لكمية أكبر من النفط وهذا طبعاً يتم وفق قوانين محددة.
ما الدولة التي لديها أكبر احتياطي نفطي 2020؟
في الوقت الحالي تتربع فنزويلا على مقدمة دول العالم من حيث احتياطيات النفط العالمية، حيث تمتلك فنزويلا حوالي 303 مليار برميل تقريباً وهو ما يُعادل 18% من احتياطيات النفط العالمية، أما في المرتبة الثانية فهناك المملكة العربية السعودية مع احتياطي نفطي بحوالي 298 مليار برميل وهو ما يُعادل 17% من احتياطيات النفط العالمية. أما في المرتبة الثالثة فهناك كندا التي تمتلك حوالي 167 مليار برميل نفط (حوالي 10% من احتياطيات النفط العالمية).
