تعتبر الولايات المتّحدة اليوم واحدة من أهمّ الدول المؤثرة على الاقتصاد العالمي، فدائماً ما كان وضعها الاقتصادي ينعكس بشكل واضح على الكثير من الدول الأخرى التي يرتبط اقتصادها بها بشكل أو بآخر، وبالنظر للانتشار الواسع لعملتها الأساسيّة، فإنّ توقعات اسعار الدولار في معظم الأحيان تكون انعكاساً لوضع الولايات المتّحدة الاقتصادي بالإضافة لبعض العوامل الأخرى.
يتمّ استخدام عملة الدولار الأمريكي بشكل واسع من قبل الكثير من الدول من أجل التجارة العالميّة، وذلك بالإضافة لتداوله بشكل دائم على سوق الفوركس أيضاً، وفي حال كنت تريد معرفة مستقبل الدولار تابع معنا هذا المقال، حيث سنتكلّم عن أبرز العوامل التي تؤثر على سعره بشكل إيجابي أو سلبي بالإضافة لذكر أهمّ العملات التي يمكنك تداولها مقابله.
العوامل المؤثرة على قيمة الدولار
في الواقع هنالك الكثير من العوامل التي من الممكن أن تؤثّر على قيمة الدولار، والتي عادةً ما تكون مرتبطة ببعضها بحيث لا يكون هنالك عامل أساسي واحد يستطيع التأثير عليه بشكل كبير، ولكن فيما يلي سنذكر العوامل التي من الممكن أن تساهم في تحسين أو تراجع قيمته بشكل مباشر:
التصدير
كما هو الحال مع الكثير من الأصول الماليّة الأخرى، فإنّ توقعات سعر الدولار تعتمد بشكل رئيسي على مقدار التغيّر المحتمل في العرض والطلب خاصة من خلال تصدير المنتجات، وفي حالة الولايات المتّحدة فإنّ التصدير يعتبر من أبرز العوامل التي تؤثّر على سعر الدولار، حيث أنّ التجار الذين سيقومون بشراء المنتجات المصدّرة من هناك يحتاجون للدفع بعملة الدولار، وهو ما يخلق طلباً متزايداً عليه من قبلهم لشراء الدولار مقابل عملتهم المحليّة أو باقي العملات الأخرى.
الاستثمارات الأجنبيّة
عند السؤال حول راي الخبراء في سعر الدولار دائماً ما تكون الاستثمارات الأجنبيّة من ضمن العوامل التي تؤثّر على قيمته بشكل واضح، ومع كون الولايات المتّحدة تتميّز باقتصاد مستقر يشهد نمواً مستمراً، فإنّ شراء السندات الحكوميّة أو حتى السندات التي تصدرها الشركات الكبيرة يعتبر أمراً مرغوباً من قبل المستثمرين المحافظين ممن يبحثون عن استثمارات آمنة بعائد مادّي مقبول، حيث ينعكس ذلك على الدولار من خلال زيادة الطلب على شرائه بالطبع، حيث أنّ المستثمرين الأجانب سيضطرّون لشراء العملة من أجل الاستثمار.
الأمر ذاته بالطبع ينطبق على أسهم الشركات أيضاً، ومع كون الكثير من كبرى الشركات العالميّة هي أمريكيّة الأصل أو مقرّها الأساسي هناك، فإنّ شراء تلك الأسهم يتطلّب شراء الدولار في البداية، وفي نفس الوقت فإنّ تراجع أداء تلك الأسهم والسندات أو تراجع الاقتصاد سيؤثّر بشكل سلبي عندما يبدأ المستثمرون ببيع أصولهم على حساب الاستثمار في دول أخرى أفضل، وهو ما يجعل توقعات الدولار الفترة القادمة أكثر تشاؤماً أيضاً.
السياسات النقديّة
يعتمد راي الخبراء في سعر الدولار أيضاً على تغيّر السياسات النقديّة التي قد يفرضها البنك الاحتياطي الفدرالي، وفي حال كنت تتساءل هل سينخفض الدولار أو متى ينخفض سعر الدولار فعليك متابعة ما يقرره البنك بشكل دائم، ففي حال قيامه بتخفيض معدلات الفائدة على سبيل المثال، سيصبح العائد المادّي الذي يحصل عليه المستثمرون من السندات والودائع الأخرى أقلّ بالطبع، مما يدفعهم لبيع تلك الأصول والاستثمار في مناطق أخرى تقدّم عائد مادّي أفضل لتلك الأنواع من الاستثمارات.
عوامل أخرى
عندما يكون هنالك توقعات بارتفاع اسعار الدولار أو انخفاضه، دائماً ما يعتمد ذلك على تحليلات واسعة نتيجة تواجد الكثير من العوامل المختلفة والتي غالباً ما تكون مرتبطة ببعضها، حيث أنّ التضخم على سبيل المثال قد يجعل العائد المادّي من السندات والودائع الأخرى أقلّ ربحاً، كما أنّه يؤدّي لارتفاع أسعار المنتجات التي تصدّرها الولايات المتّحدة وبالتالي انخفاض الطلب عليها نتيجة لذلك.
لمعرفة متى يرتفع سعر الدولار عادةً ما يلجأ المتداولون والمستثمرون لتحليل عوامل إضافيّة أيضاً، والتي قد تشمل معدلات البطالة والناتج المحلي الإجمالي وبيانات الرواتب وغيرها من التقارير والإحصائيّات الأخرى الرسميّة منها وغير الرسميّة.
اشهر العملات الأجنبية لتداولها مقابل الدولار
يتابع المتداولون في سوق الفوركس توقعات اسعار الدولار في الايام القادمه بشكل دائم من أجل اختيار الفرصة المناسبة لتنفيذ صفقات البيع أو الشراء، حيث أنّ الدولار يعتبر من العملات الأكثر تداولاً في السوق، ولكن هنالك عملات أجنبيّة معيّنة تعتبر الأفضل لتداولها مقابله لتحقيق أكبر هامش ربح ممكن، وفي هذه القائمة سنذكر لكم أهمها:
- EUR/USD (اليورو مقابل الدولار الأمريكي).
- GBP/USD (الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي).
- AUD/USD (الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي).
- CAD/USD (الدولار الكندي مقابل الدولار الأمريكي).
توقعات اسعار الدولار
في حال كنت تريد معرفة متى ينخفض الدولار أو حتى متى يرتفع الدولار فهنالك الكثير من العوامل الواجب متابعتها لمعرفة ذلك بالطبع، والطريقة الأمثل لمتابعة اسعار العملة هو من خلال مؤشر الدولار (Dollar Index) الذي يقوم بحساب قيمته بمقارنة سعر الصرف مع مجموعة من العملات الأجنبيّة المعروفة التي عادةً ما يتمّ تداولها معه مثل اليورو والجنيه الإسترليني والكثير غيرهم.
في الوقت الحالي وفي ظل جائحة كورونا والتوتّرات السياسيّة وحالة عدم اليقين نتيجة الانتخابات، فإنّ الدولار يعاني من فترة سيّئة مقارنة مع بداية العام الحالي، وبحسب موقع Forcast.org فإنّ قيمة المؤشر ستستمرّ بالتقلب بين 92 و94 خلال النصف الأول من عام 2021 القادم، في حين أشار موقع Trading Economics إلى أنّ المؤشّر سيصل إلى أكثر من 97 خلال شهر أكتوبر من 2021.
بالنسبة لعام 2022 فمن الصعب حقاً معرفة هل سيرتفع الدولار حينها أم لا، وذلك بسبب كثرة الأحداث والعوامل التي قد تؤثر على سعره بشكل يجعل من الصعب وضع تقديرات ولو صحيحة، ولكن بشكل عام وفي حال زوال المؤثرات المرتبطة بجائحة كورونا بعد أن يصبح اللقاح متاحاً على نطاق أوسع، من المتوقّع أن يعود الدولار للتحسن مع مرور الوقت، ولكن من الأفضل تجنّب القيام بأي استثمار مبني على توقعات عام 2022 حالياً.