يُعتبر اقتصاد المملكة العربيّة السعوديّة واحداً من أقوى 20 اقتصاد على مستوى العالم، والأكبر على الإطلاق في الشرق الأوسط والمنطقة العربيّة، فقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي الاسمى للمملكة في عام 2019 حوالي 780 مليار دولار أمريكي، ويعتمد الاقتصاد السعودي بشكل كبير جداً على النفط والصناعات النفطيّة بشكل عام، إذ يحتل احتياطي السعودية من النفط المرتبة الثانيّة من حيث الكميّة المُثبتة، كما أنّها المُصدّر الأكبر للسلعة في العالم.
شكّل إنتاج السعوديّة من النفط في عام 2019 حوالي 12% من إجمالي الإنتاج العالمي، كما تملك ما يصل إلى 17% من الاحتياطات المُثبتة في العالم، ويساهم قطاع صناعة النفط والغاز بنسبة 42% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد و90% تقريباً من أرباح الصادرات أيضاً. في هذا المقال سنتعرف على دخل السعوديّة من النفط وإنتاجها على مر السنوات الماضيّة، بالإضافة إلى احتياطي النفط الذي تحتفظ به فتابع منا.
كم برميل نفط تنتجه السعوديّة يومياً؟
احتلت المملكة العربيّة السعوديّة صدارة ترتيب الدول الأكثر إنتاجاً للنفط في العالم لفترة طويلة امتدت بين عامي 2003 و2012، قبل أن تتراجع للمرتبة الثانيّة خلف الولايات المتحدة الأمريكيّة التي ارتفع إنتاجها بشكل كبير خلال العقد الماضي بفضل عمليات التكسير (Fracking)، التي ساعدت على استخراج النفط المعروف باسم (Shale Oil) من التشكلات الصخريّة في Texas وNorth Dakota.
يُعد إنتاج السعوديّة من النفط واحد من أهم العوامل المؤثرة على السوق العالميّة ككل، حيث تحافظ المملكة على استقرار الأسعار ضمن مجال معيّن من خلال زيادة أو تخفيض عدد البراميل التي يتم إنتاجها بشكل يومي، فتاريخياً لطالما تراوح الإنتاج بين 7 و11 مليون برميل يومياً، حيث بلغ في عام 1980 مثلاً حوالي 10.3 مليون برميل باليوم وفي عام 1999 حوالي 7.84 مليون برميل باليوم، وفي عام 2010 حوالي 8.86 مليون برميل باليوم.
وفقاً لوكالة معلومات الطاقة الأمريكيّة (EIA) فقد وصل معدّل إنتاج السعوديّة من النفط خلال عام 2019 إلى 11.81 مليون برميل يومياً، أي ما يشكل حوالي 12% من الإنتاج العالمي الإجمالي، لكن في عام 2020 أدى انتشار فيروس كورونا COVID-19 القاتل إلى انخفاض كبير في الطلب على النفط وتراجع أسعاره، فتسبب عدم التوافق بين الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (OPEC) التي تقودها السعوديّة، والدول خارج المنظمة كروسيا على تخفيض الإنتاج إلى انهيار تاريخي في الأسعار.
في بداية الأمر رفضت روسيا تخفيض عدد البراميل المنتجة يومياً، فاستجابت السعوديّة برفع إنتاجها من 9.7 مليون إلى 12.3 مليون برميل يومياً في شهر مارس، لكنّ انهيار الأسعار أدّى إلى عودة الحوار مرّة أخرى واتفقت جميع الأطراف على تخفيض الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً، مما أعاد السعر إلى مساره التصاعدي، كما قررت المملكة بعد ذلك الاستمرار بالتخفيض للحفاظ على استقرار السوق، ووفقاً لبيانات اوبيك فقد بلغ إنتاج السعودية من النفط في شهر يونيو حوالي 7.557 مليون برميل يومياً، ليتراجع إلى ما دون 8 مليون برميل لأول مرة منذ عام 2009.
ما هو احتياط السعوديّة من النفط؟
وفقاً لإحصائيات عام 2018 فقد بلغ احتياطي السعوديّة من النفط حوالي 268 مليار برميل، مما يجعلها في المرتبة الثانية عالمياً من حيث الاحتياطات المُثبتة بعد فنزويلا، والدولة التي تملك أكبر احتياطات بين الدول الأعضاء في منظمة أوبيك، حيث يأتي هذا الاحتياطي من عدد صغير من الحقول الكبيرة جداً، ويُشكل نسبة 17% من إجمالي احتياطات النفط العالميّة وما يقارب خمس الاحتياطي العالمي من النفط التقليدي.
على الرغم من وجود 100 حقل رئيسي للنفط والغاز في المملكة العربيّة السعوديةّ، إلّا أنّ أكثر من نصف احتياطي السعوديّة من النفط يقع في ثمانية حقول فقط، بما في ذلك حقل الغوار الذي يُعد أكبر حقل نفط في العالم، حيث تُقدر كمية النفط الموجودة في هذا الحقل الواقع ضمن محافظة الإحساء بحوالي 70 مليار برميل، وقد ساهم بأكثر من نصف كميّة البترول التراكميّة المنتجة في البلاد، ومن الحقول الهامة أيضاً حقل بقيق والشيبة بالإضافة إلى حقل السفانية البحري.
أشار تقرير منشور في عام 2019 بواسطة شركة BP البريطانيّة إلى ارتفاع احتياطي السعوديّة من النفط بمقدار 30 مليار برميل، وذلك وفقاً لآخر التقديرات التي جاءت بعد كشف المملكة عن تفاصيل جديدة تتعلق بتكوين احتياطاتها العملاقة، مما يجعل الاحتياطي الإجمالي لديها قريب من 300 مليار برميل، أي أعلى بحوالي 11% مما اعتُقد سابقاً.
كم هو دخل السعوديّة من النفط؟
يأتي دخل السعودية من النفط بشكل أساسي من تصدير الخام إلى الدول المستهلكة كالصين والهند، فهي أكبر الدول المصدرة للسلعة في العالم، ويساهم قطاع الصناعات البتروليّة فيها بحوالي 90% من إجمالي أرباح الصادرات و42% من الناتج المحلي الإجمالي و87% من عائدات خزينة الدولة، وبحسب أحدث بيانات منظمة أوبك فقد وصلت قيمة صادرات النفط السعوديّة في عام 2019 إلى 202.370 مليون دولار.
عند الحديث عن دخل السعوديّة من النفط لا بد من ذكر شركة آرامكو (Aramco) النفطيّة الحكوميّة، والتي تُعد الشركة الأكثر تحقيقاً للأرباح في العالم، ففي عام 2019 كان صافي الدخل لها حوالي 88 مليار دولار أمريكي، متراجعاً من 111 مليار دولار في عام 2018. أُدرجت شركة آرامكو للتداول العمومي في شهر ديسمبر من عام 2019، وقد بلغ تقييمها في ذلك الوقت حوالي 2 تريليون دولار، وكانت الشركة الأكبر في العالم منذ تداول أسهمها حتى سبقتها شركة Apple الأمريكية مؤخراً.