تعتبر شركة آبل واحدة من أكبر وأقدم الشركات التقنيّة في العالم، فبعد أن شهدت عدّة سنوات من التدهور وتراجع العائدات، تمكّنت بعدها من النموّ من جديد متجاوزةً في قيمتها السوقيّة اليوم جميع الشركات الأخرى المنافسة لها، ونتيجة لذلك فقد ازدادت ثروة تيم كوك (Tim Cook) الرئيس التنفيذي للشركة والذي كان له دور كبير في نجاح آبل خلال العقد الماضي.
عند الحديث عن آبل فإنّ أوّل ما يخطر على بال الأغلبيّة هو ستيف جوبز الذي يعتبر من الشركاء المؤسسين للشركة، حيث كان له دور كبير أيضاً في إيصال آبل إلى ما هي عليه اليوم، ولكن بعد موته بدأت الأضواء تركّز بشكل أكبر على تيم كوك مع استلامه منصب الرئيس التنفيذي، وفي هذا المقال سنتكلّم عن ثروته ومقدار ما يملكه من أسهم الشركة فتابع معنا لمعرفة المزيد.
كم يجني تيم كوك سنوياً؟
كما هو الحال مع الكثير من الرؤساء التنفيذيّين في العالم، فإنّ ما يجنيه تيم كوك ليس عبارة عن راتب ثابت فقط، بل هنالك الكثير من المكافآت والعوائد الإضافيّة التي يحصل عليها كل عام خاصّة مع استمرار الشركة بالنموّ وتحقيق الأرباح. في عام 2012 بلغ راتب تيم كوك السنوي بدون أي إضافات حوالي 900 ألف دولار، وهو ما كان يعتبر أعلى رقم يحصل عليه رئيس تنفيذي لشركة عامّة في ذلك الوقت.
بالنسبة للعام الماضي فقد كان راتب Tim Cook حوالي 133 مليون دولار، والذي يعتبر رقماً كبيراً خاصّة عند المقارنة مع ما كان يجنيه سابقاً، والسبب وراء ذلك هو النموّ الكبير الذي شهدته أسهم آبل. بلغ راتب تيم كوك 3 مليون دولار لوحده، كما حصل على مكافآت بقيمة 7.7 مليون أيضاً، وبالنسبة لباقي المبلغ فقد كان من خلال الأسهم التي حصل عليها حينها.
وصل تيم كوك للمرتبة الثانية من بين أعلى الرؤساء التنفيذيّين أجراً في العالم، حيث كانت المرتبة الأولى للملياردير والرئيس التنفيذي لشركة تيسلا إيلون ماسك، والذي بلغ 595 مليون دولار في عام 2019 أيضاً، أي أكثر ممّا حصل عليها تيم كوك بأربع مرات. بالنظر للنموّ الكبير الذي شهدته أسهم آبل خلال عام 2020 الحالي، من المتوقّع أن يكون راتب تيم كوك القادم مرتفعاً أيضاً، ولكن من غير الممكن حسابه بدقّة حالياً.
كم كانت ستصبح ثروة ستيف جوبز اليوم مقارنة مع وقت وفاته؟
إن كان هنالك شيء أكثر إثارة للاهتمام من ثروة تيم كوك فسيكون حتماً ثروة ستيف جوبز، والتي كانت قيمتها حوالي 10.2 مليار دولار عند وفاته في عام 2011، ولكن يجدر بالذكر أنّ حصّته من أسهم آبل ضمن هذه الثروة كان 2 مليار فقط، في حين أنّ الـ 8.2 مليار الأخرى كانت من امتلاكه لأسهم في شركة ديزني. والسبب وراء عدم امتلاك جوبز لحصّة كبيرة في آبل هو أنّه قام ببيع معظم حصّته في عام 1985 عندما غادر الشركة قبل أن يعود لها في منتصف التسعينات.
عند عودة جوبز كرئيس تنفيذي للشركة بعد استحواذها على شركته الجديدة NeXT، حصل على حصّة لا بأس بها من أسهم آبل، ونتيجة لذلك ازدادت ثروة ستيف جوبز بشكل كبير بالتزامن مع ارتفاع قيمة الأسهم. اليوم ومع ارتفاع القيمة السوقيّة لآبل لتصبح 1 تريليون في 2018 ومن ثمّ 2 تريليون في عام 2020، كانت قيمة أسهمه اليوم لتصبح أكثر من 17.3 مليار دولار، وفي حال احتساب توزيعات الأرباح التي تقدّمها الشركة، فإنّ هذا الرقم سيكون أكبر بكثير أيضاً.
بالنسبة لحصّة جوبز في ديزني فقد أصبحت أقل مع مرور الوقت في الواقع، والسبب وراء ذلك هو قيام زوجته ببيع %50 منها في عام 2016، ولكن في حال عدم قيامها بذلك فقد كانت قيمة تلك الأسهم ستصبح 17.7 مليار دولار. مع جمع قيمة تلك الأسهم من آبل وديزني مجتمعة كانت ثروة ستيف جوبز اليوم ستبلغ أكثر من 35 مليار دولار، وذلك بدون احتساب توزيعات الأرباح التي كانت ستضيف ملايين الدولارات سنوياً.
ما هو عدد الأسهم التي تشكّل ثروة تيم كوك من شركة آبل؟
دائماً ما كان من الصعب تقدير ثروة تيم كوك بالاعتماد على ما يملكه من أسهم في الشركة، حيث أنّ عدد تلك الأسهم يتغيّر باستمرار من خلال حصوله على أسهم جديدة كمكافآت أو عند قيامه بالتبرّع من خلالها، وبالنظر لكونه ليس من الموظفين الأوائل ولا من المؤسسّين فمن الطبيعي توقّع أنّ حصته من الشركة لن تكون بالكبيرة. حتى منتصف العام الحالي بلغ عدد أسهم كوك حوالي 847 ألف سهم، وهو ما يشكّل %0.02 من أسهم الشركة الكاملة تقريباً.
هل أصبح Tim Cook تريليونيراً؟
بالطبع فإنّ ثروة تيم كوك لم تصبح تريليون دولار ليتمّ إطلاق لقب تريليونير عليه، ولكن في شهر أغسطس الماضي وبحسب مؤشر بلومبيرج للمليارديرات (Bloomberg Billionaires Index) فقد تجاوزت ثروته أخيراً حاجز المليار دولار، والتي تشكّل حصّته من أسهم آبل معظمها اليوم. ولكن في حال استمرّ بالتبرّع للجمعيّات الخيرية كما كان يصرّح سابقاً، فمن المتوقّع أن تنخفض هذه الثروة بعض الشيء مع مرور الوقت.