يعتبر القطاع المالي من أهمّ المجالات التي استفادت من الثورة التقنيّة التي يشهدها العالم اليوم، فقد كان للإنترنت والحواسيب والبرمجيّات المختلفة دور كبير في تسهيل معاملات التحويل الماليّة بشتّى أنواعها، وذلك بعد أن كان من الضروري الذهاب للبنك لتحويل الأموال أو الاضطرار لنقلها بشكل شخصي حتّى، ولكن اليوم ومع تطوّر أنظمة الدفع الإلكتروني، أصبح يتمّ تنفيذ معاملات ماليّة بمليارات الدولارات من خلال الهواتف والحواسيب ومع رسوم مقبولة أيضاً.
تأتي أنظمة الدفع الإلكتروني بأشكال وطرق عديدة، وفي حال كنت ترغب باختيار أحد هذه الطرق لشركتك أو لك بشكل شخصي، أو حتّى في حال أردت الاستثمار في أحد الشركات التي تقدّم هذه الخدمات، فمن الضروري معرفة كل ما يتعلّق بهذه الأنظمة وكيفيّة عملها ومقدار الأمان والموثوقيّة الذي تقدّمه، وهو ما سنتكلّم عنه في هذا المقال.
ما هو الدفع الإلكتروني؟
الدفع الإلكتروني بشكل عام عبارة عن شبكة من البرمجيّات والأجهزة إلكترونيّة والأنظمة المترابطة فيما بينها بشكل يسمح لها بنقل الأموال وتسيير عمليّات الدفع بشكل آمن وفعّال عبر الإنترنت، وذلك من خلال لعبها دور الوسيط بين البنوك وبين المستخدمين الأفراد الذين يتبادلون المال فيما بينهم أو بين البنوك والمستخدمين مع التجّار الذين يستقبلون مدفوعات ماليّة بشكل دائم على حساباتهم خاصّة من خلال أحد المتاجر الإلكترونيّة أو غيرها من الخدمات الأخرى.
يأتي الدفع الإلكتروني بأشكال عديدة اليوم، وبعد ثورة الهواتف الذكيّة والحواسيب والإنترنت بشكل عام، أصبحت تطبيقات الدفع الإلكتروني هي المثال الأبرز على هذه التقنيّة، حيث أصبح من الممكن إرسال واستقبال الأموال بسهولة بعد إنشاء حساب على أحد تلك التطبيقات والخدمات.
كيفيّة عمل الدفع الإلكتروني
أحد أهمّ الميزات التي تأتي مع أنظمة الدفع الإلكتروني هو سرعة معالجتها لعمليّات الدفع المختلفة، حيث أنّ العمليّة قد لا تستغرق عدّة دقائق في حال كانت بسيطة وقد تكون شبه آنيّة في بعض الأحيان. بشكل عام ومع كون أنظمة الدفع الإلكتروني تختلف بشكل كبير فيما بينها، من الصعب تحديد كيفيّة عملها بشكل مختصر، ولكن في هذه القائمة سنتكلّم عن الخطوات الرئيسيّة التي يتمّ من خلالها تحويل واستقبال الأموال بين العميل والتاجر:
- قيام العميل بالدفع: تبدأ العمليّة عند قيام العميل بزيارة أحد مواقع التجارة الإلكترونيّة واختيار السلعة أو المنتج الذي يرغب بشرائه، بعد ذلك يقوم الموقع بعرض خيارات الدفع المتاحة التي يمكن استخدامها، والتي قد تكون مرتبطة بخدمات مثل PayPal أو بطاقات ائتمان مثل Visa Card. يقوم العميل هنا بإدخال المعلومات المطلوبة لإتمام عمليّة الشراء ومن ثمّ الموافقة لإكمال العمليّة.
- المصادقة على عمليّة الدفع: بعد قيام العميل بإكمال عمليّة الشراء، يتم معالجة الطلب والتأكّد من صحّة المعلومات، حيث تقوم بوابة أو خدمة الدفع (بالإضافة لبعض الأطراف الأخرى أحياناً) بهذه العمليّة، وبعد ذلك يتمّ الردّ على العميل بأنّ العمليّة قد تمّت بنجاح في حال كانت المعلومات المدخلة صحيحة، وفي حال كانت خاطئة يتمّ إشعار العميل بضرورة التأكّد من المعلومات المدخلة ومعاودة المحاولة من جديد.
- استقبال الدفعات على حساب التاجر: تتلقّى خدمة الدفع الإلكتروني التي يتعامل معها التاجر المال عن طريق البنك المرتبط بحساب العميل، ومن ثمّ يتمّ نقلها لحساب التاجر في النهاية.
طرق الدفع الإلكتروني
تأتي أنظمة الدفع الإلكتروني بتقنيّات تختلف بشكل كبير فيما بينها، وذلك بسبب التعقيدات الكثيرة المرتبطة بكيفيّة تسيير هذه العمليّة بشكل فعّال بالإضافة لكثرة الأطراف والجهات المرتبطة بها، ولكن بشكل عام فإنّ طرق الدفع تقسّم إلى ثلاثة أنواع رئيسيّة:
- الدفع مرّة واحدة من العميل للبائع (One-time customer-to-vendor Payment): تعتبر الأكثر بساطة ويتمّ استخدامها ضمن مواقع التجارة الإلكتروني بشكل رئيسي، ويتمّ تنفيذها عند قيام العميل بإدخال معلومات بطاقة الائتمان أو خدمة الدفع الإلكتروني الخاصّة به ضمن موقع المتجر لشراء المنتج أو السلعة المُختارة، حيث تنتهي هذه العمليّة فور إتمام عمليّة الشراء ونقل الأموال لحساب البائع.
- الدفع المتكرّر من العميل للبائع (Recurring customer-to-vendor Payment): يتمّ استخدام هذه الطريقة عندما يقوم العميل بدفع فاتورة أو قسط أو اشتراك بشكل دوري وضمن تواريخ محدّدة مسبقاً، وتعتبر الأكثر استخداماً من قبل شركات التأمين وإدارة القروض وغيرها من المجالات والخدمات الأخرى التي تتطلّب الدفع بشكل متكرّر ضمن فترات محدّدة.
- الدفع التلقائي من البنك إلى البائع (Automatic bank-to-vendor Payment): لاستخدام هذه الطريقة يجب على البنك أن يكون داعماً للخدمة، وللقيام بها يجب تسجيل الدخول بحساب العميل على موقع البنك الرسمي ومن ثمّ إضافة معلومات الدفع الخاصّة بالبائع والسماح للبنك بتقديم دفعات تلقائيّة ضمن فترات محدّدة له، وفي بعض الأحيان قد يتيح نظام البنك خيار القيام بعمليّة الموافقة على كلّ دفعة على حِدة.
أقرأ ايضا: أفضل شركات الدفع الإلكتروني في السعودية
ميزات الدفع الإلكتروني
تعتبر أنظمة الدفع الإلكتروني من أهم التقنيّات المعتمدة على الإنترنت اليوم، ومع تطوّرها خلال العقدين الماضيين أصبحت المشاكل القديمة المتعلّقة بالبطء ورسوم التحويل المرتفعة طيّ النسيان، وبذلك باتت متفوّقة على طرق التحويل التقليديّة في كثير من الجوانب:
- مبيعات أكثر للتجّار: بشكل عام فإنّ أنظمة الدفع الإلكتروني غير مقيّدة بمكان تواجد التاجر أو العميل، خاصّة عندما يكون الحديث عن التجارة الإلكترونيّة، وبالتالي فهي تساعد على جذب عملاء جدد بشكل دائم من كافّة المناطق حول العالم.
- فعاليّتها الكبيرة مقارنة بالطرق التقليديّة: أصبحت أنظمة الدفع الإلكتروني ذات فعاليّة كبيرة وتتميّز بسرعتها وكفاءتها العالية في معالجة عمليّات الدفع المختلفة، وبذلك فقد أصبحت مفضّلة للكثيرين اليوم.
- سهولة الاستخدام: اليوم أصبح من الممكن القيام بعمليّات الدفع الإلكتروني من خلال الحاسوب أو الهاتف الذكي حتّى، وفي بعض الحالات فإنّ كل ما عليك فعله هو المصادقة على عمليّات الدفع من خلال تقنيّات فتح القفل باستخدام التعرّف على الوجوه أو البصمة أيضاً.
- رسوم تحويل منخفضة: ساهم دخول الكثير من الشركات الكبيرة ضمن هذا المجال بازدياد المنافسة بشكل كبير، وقد أصبحت تتّجه الكثير من الشركات إمّا لتقديم ميزات جديدة أو لتخفيض رسوم التحويل، وذلك فضلاً عن كون تطبيق هذه التقنيّة أصبح أسهل بكثير وأقل تكلفة مما كان عليه الحال في الماضي.
سلبيّات الدفع الإلكتروني
للدفع الإلكتروني سلبيّات عديدة كما هو الحال مع أي تقنيّة أو خدمة أخرى، وبالرغم من كون الميزات الذي يقدّمها ما زالت تطغى على السلبيّات، إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّها مثالية ولا تحتاج لتطوير وتحسين مستمرّ في بعض النواحي. إليكم قائمة بأبرز سلبيّات أنظمة الدفع الإلكتروني الحاليّة:
- الأمان: تعتبر أنظمة الدفع الإلكتروني آمنة بالعموم، ولكنّها ليست منيعة بالكامل أمام عمليّات الاختراق والاحتيال التي تستهدف هذا المجال بشكل دائم.
- عدم القدرة على إخفاء الهويّة: تطالب معظم أنظمة الدفع الإلكتروني اليوم بالكشف الكامل عن معلومات المستخدم بما في ذلك الاسم ومكان السكن وبعض البيانات الشخصيّة الأخرى، وبالرغم من كون ذلك يساعد على منع عمليّات الإجراميّة وغسل الأموال، إلّا أنّ المستخدم سيبقى تحت رحمة خدمة الدفع التي يتعامل معها لكونها عادةً ما تقوم بتسجيل جميع بياناته وعمليّات الدفع التي يقوم بها.
- الحاجة لتواجد اتصال دائم بالإنترنت: تعتمد أنظمة الدفع الإلكتروني على الإنترنت بشكل كامل، وبالتالي فإنّ أيّة مشاكل أو بطء في الشبكة قد يساهم في تعطيل أو تأخير عمليّات الدفع، والتي بالرغم من كونها قد لا تعدّ مشكلة بالنسبة للبعض، إلّا أنّ عمليّات التحويل الكبيرة التي تقوم بها الشركات ستعاني من مشكلة حقيقيّة في حال تعطّل خدمة الدفع التي يتعاملون بها.