على الرغم من أن الولايات المتحدة لطالما كانت المركز العالمي للتقنية منذ البداية، فمدى نفوذها ضمن أوروبا لم يكن يوماً بنفس معايير اليوم. إذ كانت الشركات الأمريكية المصنعة للعتاد تلاقي منافسة أوروبية محلية قوية. لكن مع الانتقال إلى عصر الإنترنت حيث الهيمنة الحقيقية للبرمجيات والخدمات لا العتاد بات الفرق بين الولايات المتحدة وأوروبا هائلاً مع انتشار بعض من أكبر الشركات الأمريكية في بلدان الاتحاد الأوروبي والهيمنة على أسواقها تماماً.
بينما قوانين مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة ليست متساهلة حقاً، فمن المعروف أن أوروبا هي الأشد في هذا المجال عادة إذ أنها دائما ما تضع المزيد من التشريعات التي تحدد عمل الشركات، والآن بعد الكثير من التحقيقات والغرامات الفردية بمليارات الدولارات يبدو أن الاتحاد الأوروبي يخطط لوضع مجموعة تشريعات ستحد من حرية الشركات التقنية في أوروبا مع تقييد الممارسات الاحتكارية وفرض المزيد من الضرائب وتشديد القيود على المحتوى غير القانوني المنشور على المنصات المختلفة، ويبدو أن هذه التشريعات ستستهدف 3 شركات أمريكية عملاقة: Amazon وFacebook وAlphabet التي تعد الشركة الأم لـ Google.
وفق السياسية الدنماركية Margrethe Vestager (نائبة رئيس لجنة تطوير أوروبا في العصر الرقمي ضمن الاتحاد الأوروبي) هناك مخطط موسع وكبير لوضع العديد من التشريعات الجديدة والمخصصة للحد من النفوذ الأمريكي التقني، إذ بدأت التشريعات الأولية بالظهور منذ الأسابيع الماضية بهدف وضع حدود قانونية جديدة توضع أمام الشركات الأمريكية بدلاً من الاستمرار باعتماد تطبيق التشريعات الموجودة مسبقاً فقط.
من ناحيتها أظهرت بعض الشركات التقنية الكبرى مثل Apple وAmazon وGoogle وFacebook نيتها “العمل مع اللجنة الأوروبية لصياغة القوانين الجديدة”، لكن القلق من الحدود الجديدة واضح وبالأخص في مجال الضرائب التي لطالما كانت نقطة هامة في علاقة الاتحاد الأوروبي مع شركات التقنية الأمريكية، إذ أن العديد من الشركات التقنية تستغل “ثغرات تشريعية” تسمح لها بالتهرب من معظم ضرائبها في الولايات المتحدة مما أدى إلى عدة تحقيقات كبيرة وصدامات مع الحكومات في فرنسا وألمانيا وسواها.
مع أن التشريعات التي يمكن أن تصدر في أوروبا قد تحتاج سنوات حتى تكتمل، فمن الواضح وجود نية عالمية لتقنين وجود الشركات التقنية العملاقة بشكل أفضل. فحتى في الولايات المتحدة هناك العديد من التحقيقات التي بدأت مؤخراً حول الممارسات الاحتكارية ومحاولات قتل المنافسة التي تقوم بها العديد من الشركات التقنية بأشكال متعددة بعيداً عن اهتمام المشرعين سنوات عديدة الآن.
لمزيد من الأخبار اليومية
شركة Berkshire Hathaway تستحوذ على قطاع الغاز من Dominion Energy مقابل 10 مليارات دولار
بعد فترة من الهدوء غير المعتاد على استثمارات شركة Berkshire Hathaway الشهيرة (والتي يترأسها الملياردير الشهير Warren Buffett)، قرر قسم الطاقة من الشركة الاستثمارية العملاقة الاستحواذ على كامل الأصول المتعلقة بالغاز الطبيعي من شركة Dominion Energy وذلك في صفقة بقيمة 10 مليارات دولار تتضمن 4 مليارات دفعت لقاء أصول الشركة، وتحمل ديون الشركة السابقة بقيمة 6 مليارات دولار.
تأتي أهمية هذه الصفقة من حجمها الهائل من جهة، بالإضافة إلى أهميتها من حيث سيطرة الشركة على قطاع الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة. إذ أن Berkshire Hathaway تسيطر أصلاً على 8% من المجال في الولايات المتحدة، وبهذه الصفقة سترتفع هيمنة الشركة إلى 18% دفعة واحدة.
يذكر أن رئيس الشركة: Warren Buffett كان قد كشف خلال اجتماع للمستثمرين في مايو الماضي أن الشركة قد كدست حوالي 174 مليار دولار أمريكي من النقد غير المستثمر، وذلك نتيجة الوضع الاقتصادي السيء الذي “لم يتضمن أية فرص مغرية حقاً لتستمر الشركة ضمنها” وفق تعبير بافت. لكن بعد هذه الفترة من الوقوف دون حراك والانتقادات التي تلقتها الشركة من عدم الاستثمار يبدو أن Berkshire Hathaway قد وجدت ما تعتبره صفقة مغرية في عملية الاستحواذ الباهظة هذه.
شركة TSMC هيمنت على 51% من سوق صناعة الشرائح الإلكترونية خلال الربع الثاني من العام
تبعاً لتقرير Nikkei Asian Review شهد الربع الثاني من العام الحالي تراجعاً ملحوظاً لصناعة الشرائح لدى الكثير من الشركات ومنها Samsung التي تسيطر اليوم على 18.8% من المجال، وذلك في مركزٍ ثانٍ بعيد عن العملاقة التايوانية TSMC التي كانت مسؤولة عن صناعة أكثر من نصف الشرائح الإلكترونية في الأشهر الأخيرة. وبينما عانت معظم الشركات من انخفاض الطلب يبدو أن تصنيع TSMC قد ازداد في الواقع مما سمح لها بالوصول إلى هذه النسبة الكبيرة من السوق.
في حال لم تكن قد سمعت بها سابقاً، فشركة TSMC هي شركة تايوانية تعد أكبر مصنعي الشرائح في العالم، إذ أنها تلبي طلبات التصنيع للعديد من الشركات العملاقة مثل Apple وHuawei (سابقاً على الأقل) وQualcomm وMediaTek وسواها. كما أن الشركة هي واحدة من طرفين (الآخر هو Samsung) قادرين على تصنيع المعالجات باعتماد معمارية بقياس ترانزستور 5 نانومتر فقط، مما يعني أن عدداً أكبر بكثير من الترانزستورات سيتسع ضمن المعالجات القادمة مقارنة بالمعالجات الأحدث اليوم والتي تستخدم قياس 7 نانومتر.
المثير للاهتمام هو أن TSMC التي تعتمد على هواوي في 15% من عائداتها لا تبدو متأثرة حقاً بالقرار الأمريكي الذي شدد العقوبات على شركة هواوي بسبب علاقاتها الوثيقة مع الحكومة الصينية، إذ أن القرار سيمنع TSMC والعديد من الشركات العالمية الأخرى من البيع لشركة هواوي، لكن بالنسبة للمنتجات ذات التصاميم الموجودة مسبقاً سيستمر التصنيع حتى منتصف شهر سبتمبر القادم، وعندها يتوقع أن نشهد انخفاضاً ملحوظاً في كمية إنتاج شركة TSMC.


عملة Tether الإلكترونية تنمو إلى رأس مال سوقي يتجاوز 10 مليارات دولار
كشفت تقارير من شركة Messari المعنية بتقييم العملات الرقمية المشفرة أن عملة Tether المصنفة كعملة مستقرة (عملة إلكترونية مبنية على أساس أصول تمتلكها الشركة المشغلة بشكل يضمن ثبات سعر العملة تقريباً) قد حققت نمواً هائلاً في الأشهر الأخيرة، إذ بدأ عام 2020 مع العملة برأس مال سوقي يبلغ حوالي 4.1 مليار دولار أمريكي، لكن خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري نمت العملة بنسبة 144% ليتجاوز رأس مالها السوقي حاجز 10 مليارات دولار.
مع هذا الإنجاز باتت عملة Tether ثالث أكبر عملة إلكترونية متاحة اليوم من حيث الوجود السوقي، إذ لا يتفوق عليها إلا عملة Ether الخاصة بمنصة Ethereum، وبالطبع العملة الرقمية الأشهر والأغلى سعراً: Bitcoin.