خلال الأسبوع الماضي كشفت الحكومة الأمريكية عن نيتها بحظر كل من تطبيقي TikTok وWeChat الصينيين، وذلك بالاعتماد على حجج تتعلق بالأمن القومي للولايات المتحدة وكون الشركات المالكة لهذه التطبيقات تشارك معلومات المستخدمين مع الحكومة الصينية (وفق القانون الصيني فأي شركة صينية مرغمة على مشاركة أي معلومات مستخدمين تطلب منها دون سبيل للتهرب). حيث أن الحظر سيطبق في 15 سبتمبر المقبل وفق الخطط الحالية، ولو أن الأمر قد جذب العديد من الانتقادات للقرار وآخرها من شركات أمريكية تخشى أن ينعكس الأمر عليها سلباً.
بالطبع فالسبب الأساسي لمخاوف الشركات الأمريكية هو أن الصين ستسعى على الأرجح للرد على القرار الأمريكي بالتضييق على الشركات الأمريكية العاملة في الصين، لكن يبدو أن هناك سبباً إضافياً دفع شركات كبرى تتضمن Apple وFord وWalmart وDisney وأكثر من 10 شركات أخرى إلى مطالبة الحكومة الأمريكية بالتريث بشأن الحظر على WeChat بالتحديد كون الأمر سيترك أثراً هائلاً على هذه الشركات وفق وصفها.
من حيث المبدأ ستكون Apple أكبر المتضررين من الحظر في الواقع، إذ أن إزالة التطبيق من متجر App Store الخاص بها سيعني أن المستخدمين الصينيين الذين لا يتخلون عن WeChat أبداً لن يمتلكوا أي طريقة لاستخدامه إلا على نظام أندرويد، وبالتالي ستخسر Apple الكثير من المبيعات (حتى 30% وفق بعض التقديرات) في الصين التي تعد واحدة من أهم أسواقها.
بالنسبة للشركات الأخرى فالتأثير لا يأتي بشكل مباشر حقاً، بل أنه يأتي من تفصيل في القرار يقضي بمنع التعاملات مع خدمات WeChat أيضاً، وبالنسبة لأي شركة تمتلك وجوداً حالياً في الصين فالأمر مشكلة كبرى لأن تطبيق WeChat يتضمن خدمة دفع إلكتروني هي الأكثر شعبية في الصين وتستخدم بشكل كبير كفاية لدرجة أن البقاليات ومتاجر الخضار حتى تدعمها، لذا ستكون الشركات الأمريكية في موقف صعب للغاية، فهي ممنوعة من التعامل مع WeChat وهذا المنع سيؤدي لخسارتها للكثير من الزبائن والمبيعات ضمن الصين.
من غير المعروف إن كانت الحكومة الأمريكية ستستمع لمخاوف الشركات الأمريكية حقاً، لكن حتى الآن لا يزال قرار حظر WeChat مبهماً إلى حد بعيد وغير موضح بالشكل الكافي مع تفسيرات تقول إنه لن يترك أي أثر حقيقي وأخرى تقترح أنه سيترجم إلى حظر لشركة Tencent العملاقة المالكة للتطبيق ككل.